التلال
الأثرية وتسميتها بالجبال
:
لاشك
إن الجبل هو اسم علمي يطلق على الجزء الشاخص من الأرض أي المرتفع عن
الأرض
ارتفاعاً كبيراً، ويفوق التل والهضبة، ولكون البحرين خالية من
الجبال
ولم يرى أهلها إلا جبل الدخان، (وهو المعروف حالياً في الجنوب من
منطقة
العوالي، وبه أول حقل من حقول النفط في البحرين)، وقد سمي جبلاً
تجاوزاً حيث أنه لو قيس بالقياس العلمي لما أطلق عليه اسم جبل وإنما هو
مرتفع
أو هضبة، ولأنهم لم يروا الجبال ولم يشاهدوها أطلقوا على هذه التلال
اسم
"جبال عالي"
بقي أن
نعرف إن هذه التلال ما هي إلا مقابر لشعب سكن البحرين في الفترة
المعروفة في تاريخ البحرين بالفترة الدلمونية وأسسوا فيها حضارة دلومون
وهي
حضارة عاصرت الحضارة الفرعونية في مصر والآشورية والبابلية في العراق
وقد
مضى عليها من الزمن ما يزيد على أربعة آلاف سنة تقريبا.
إن هذه
التلال الممتدة على الأرض حتى مدينة حمد تعرف بمقابر عالي الأثرية
وهي
أكبر مقبرة في التاريخ كما عرفها علماء الآثار والمؤرخون.
التلال
الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من القرية
:
كل هذه
الأرض المحصورة بين قصر الوجيه الحاج أحمد بن منصور العالي وشارع
الشيخ
خليفة بن سلمان "أرض رحمانية" كما قال الأقدمون، أما الآن فهي ملك
لصاحب
الجلالة ملك البلاد، وقد سمعت من بعض من لهم الدراية والإطلاع أن
جلالته
تملكها من باب حجزها ومنعها من المتربصين لتملك كل ما لم يكن
مملوكاً وفي ملكية صاحب الجلالة لها صيانة عن ضياعها واستملاكها من قبل
أناس
آخرين لا يشبعون ولو ملكوا الدنيا كلها.
بقي أن
نعرف إن كانت مقولة هذا الذي هو صاحب دراية والإطلاع صحيحة، كيف
جاز
للملك جرف ما عليها من التلال وبناء الفلل الفاخرة عليها وتمليكها
لأناس
آخرين؟ وهي أراضي تزخر بالكثير من تاريخ البحرين عامة وعالي خاصة،
وكيف
تمنع من الأهالي من ملكيتها بحجة الآثار وتملك لغيرهم وكأن لم يكن في
الأمر
شيء؟
الحرف والمهن التي كان يمارسها أهالي عالي منذ القدم:
الحرف والمهن التي كان يمارسها أهالي عالي منذ القدم كانت تتجلى في صناعة
النورة، وقد تحدثت عنها في الفقرات السابقة من هذا المندى، وهي
صناعة تكاد
أن
تنقرض حيث لم يبقى من المصانع التي تشتغل بها والتي كانت تصل إلى أكثر
من
ستين دوغة في مطلع الستينيات والسبعينات من القرن الماضي سوى مصنع واحد
يشتغل بإنتاجها على استحياء وحذر وخوف نظراً لقلة الطلب عليها
من جهة،
وللمعوقات
البيئية والبلدية من جهة أخرى وكذلك صناعة الفخار ولا تزال
قائمة حتى يومنا هذا غير أن عدد المصانع التي كانت تربوا على الأربعين قد
تقلصت هي الأخرى إلى سبعة مصانع وإن لم تتداركها عناية الله سبحانه وكفالة
الدولة فإنها في طريقها لإلى الانقراض كأختها صناعة النورة.
§
من مصانع
النورة التي كانت موجود في عالي سابقا:
-
دوغة
أولاد العم
-
دوغة
أبو عثمان
-
دوغة
السيد هاشم
-
دوغة
السيد حسن
-
دوغة
الحاج عبد الحسن عبد الله أحمد (ابو عبد الله)
-
دوغة
بيت الحاج ابراهيم بن خليل
-
دوغة
علوي سيد شبر
-
دوغة
اولاد الأصمخ
-
دوغة
الحاج عبد النبي
-
دوغة
الحاج فردان
-
دوغة
الحاج علي بن حسين الأعرج
وهناك
الكثير من الدوغات لا يحضرني عددها أو اسماء اصحابها في هذه اللحظة.
§
مصانع
الفخار التي كانت موجودة في عالي سابقا:
-
مصنع
بيت الشغل
-
مصنع
بيت المطوع
-
مصنع
بيت أولاد الحاج ناصر
-
مصنع
ملا محمد
-
مصنع
بيت الكواز
وغرهم الكثير ولا يحضرني حالياً أسماء أصحابها.
بعد صناعتي النورة والفخار اشتغل أهالي عالي بالزراعة وقد كان بها الكثير
من المزارع وبساتين النخيل والداليات ومنها.
§
الدواليب
والداليات وأصحابها:
-
دولاب
الجريش ملك أولاد أحمد بن ناصر
-
دولاب
القصر الكبير ملك الحاج علي بن حاج احمد آل عباس وشركاه
-
دولاب
القصر الصغير ملك بيت البر واشتراه منهم الشيخ إبراهيم المبارك ومن ثم
باعه للسيد سعيد بن السيد محفوظ
-
دولاب
أبو الحصميل ملك أولاد الحاج يوسف
-
دولاب
أولاد عبد الله بن حاج علي (الصحابة)
-
دولاب
أولاد حاج حسن بن حسين بن احمد
-
دولاب
الحاج علي بن عبد الله (والد الحاج حسن العالي) مطبخ معيوف حالياً
-
دالية
عبد الحسين بن عبد الله بن كاظم ثم باعها إلى أولاد الحاج علي بن عبد
الله بن علي (بيت آمنه بتول)
-
دالية
اللوزة ملك أولاد الشغل
-
دالية
الزهراء مجاورة لدولاب الجبيلية
-
دالية
الحسين مجاورة لدولاب الجبيلية
كل هذه الدواليب والداليات متجاورة بعضها ببعض وموقعها معروف
حاليا إلى الغرب من الجبانة
§
ثم يأتي
بعد ذلك:
-
دولاب
الحاج محمد بن حاج عبد الحسين وق اشتراه الحاج أحمد بن منصور
العالي وهو الآن جزء من شارع الشيخ زايد (الجزء المحاذي
ليبت السيد كاظم
العين
-
دولاب
الحاج رضي مكانه معروف لا يزال عند التلة الرفيعة المجاورة لبيت
الأستاذ محمد مجبل
-
دولاب
الغاوي ملك ابو رضي وتحول إلى الحاج علي بن الحاج حسين وبه الآن منشآت
تجارية منها مطعم النعيم ومطعم رضوان وغيرها الكثير
-
دولاب
النهوية مجاور لدولاب الغاوي وهو ملك لجماعة بيت العود
-
الدولاب الشرقي وقد كان ملك لأولاد أحمد بن ناصر ومن ثم تحولت ملكيته
إلى الحاج محسن بن حاج علي العالي
-
دالية
علي محمد الخباز وتقع الآن في شارع الشيخ زايد وهي مجاورة لبيت الحاج
حسن بن علي عليوي الملاحة
-
دالية
عدبا وبها الآن كراج الحاج محسن وهي وقف لمأتم اولاد الحاج عباس
وموقعها مجاور لورشة محمد عاشور
-
دولاب
الزامل وملكيته لعائلة أولاد الحاج عباس غير أنه نحول الآن إلى
منطقة سكنية مجاورة لجامع عالي الجديد ويفصل بينها وبين
دولاب عدبا الشارع
الموصل بين الجامعين.
وقد يكون هناك غير هذه الدولايب والداليات إلا إني لا أتذكرها
الآن
نظراً لتوفر هذه الصناعات والحرف كان أهالي عالي من أغنى أهالي البحرين
ولم تلم بهم الضائقة المعيشية التي المت بالبحرين من جراء الحربين
العالميتين الأولى والثانية بل كانت عالي منذ القدم ملاذا للمحتاجين من
أهالي القرى اخرى وقد رأيت وأنا طثل صغير اعداداً كبية من المتسولين الذي
يأتون لعالي طلباً للمساعدة وكان اهل القرية يمدون لهم يد العون دون من أو
أذى تعاطفا معهم وعملا بتعاليم الإسلام من وجوب مساعدة الضعفاء
والمحتاجين.
ونظراً لتوفر لقمة العيش في عالي أمها الكثير من أهالي القرى واستوطنوها
ومنهم عائلات كثرة لا تزال تعرف بأسما قراهم الأصلية واندمجوا
مع الأهالي
السابقين وانصهروا معهم فهم الآن منا ولنا وهم لنا اخوة بل اهل ونعم الأهل.
دكان
الحاج عباس
:
كانت قرية
عالي في الثلاثينيات وحتى الأربعينيات من القرن الماضي (القرن
العشرين) كغيرها من القرى تعتمد في ما تحتاجه على سوق المنامة
ولم يكن بها
دكان، وأول دكان فتح في القرية هو دكان الحاج عباس والحاج عباس هذا هو
"الحاج
عباس بن الحاج علي بن عباس" والد كل من أبو صلاح عبد علي عبسا وأبو
اشراق الأستاذ علي عباس علي وأبو عباس الأخ أحمد عباس علي
والأخ محمود
عباس علي أطال الله أعمارهم جمعياً وكان الحاج عباس رحمه الله يعرف ببيت
الفلاة نسبة إلى الدولاب "الفلاة المحادية لشارع زايد الآن والذي يعرف قسم
منه الآبن بزراعة عبد الله مكي.
هذا الدكان هو أول دكان افتتح في قرية عالي وكان يبيع المواد التموينية
وحتى الكيروسين الذي كان يجلب من عبدان بإيران قبل أن يكتشف النفط في
البحرين وحتى بعد إكتشافه حيث مرت فترة بين إكتشاف النفط
وتشغيل مصفاة
بابكو "الريفاينري".
موقع الدكان في بيت الحاج عباس رحمه الله وهو البيت المحادي للماتم
الشمالي من الجهة الشمالية ولا يفصل بينه وبين الماتم سوى ذلك الممر الضيق.
كانت
عالي منذ القدم تشتهر بعيونها العذبة التي تروي سيحات النخل (بساتين
النخيل) ومن أهمها وابرزها ما يلي:
-
عين الحمير
وتعرف كذلك
بالعين العودة
وهي مورد للرجال يسبحون فيها ويسقون منها حميرهم ولذا
سميت بعين الحمير
وكانت
تروي النخيل الواقعة في منطقة الشرايع الواقعة على الطريق المؤدي
إلى سلماباد وكذلك منطقة البصرية وفلاة مبيريز وهي
المنطقة التي يقع فيها
بيت
عبد على الملا وجيرانه ويمتد سابها إلى قرية سلماباد.
-
العين الصغيرة
وتعرف كذلك
بعين النسوان
وهي مورد خاص بالنساء يغسلون فيه الثياب والأواني
المنزلية ومنها يستقون
مياه
الشرب وينقلونها إلى المنازل ولهذا عرفت بعين النسوان وتروي النخيل
الواقعة في الملاحة، منطقة بيت حاج حسن المؤذن والحاج حسن بن علي عليوي
وكذلك بساتين التخل المعروفة بالفسلة وبرية وعل وهي
محاذية حالياً إلى
شارع
سلماباد
-
عين بت أحمد
ولا اعرف سبب تسميتها
بهذا الإسم وتقع في ظهر بيت السيد كاظم بن السيد هاشم
ولذلك عرف بيت السيد
كاظم
ببيت العيين وتروي مياها عدة من بساتين النخل الواقعة حول القرية
هذه
العيون الثلات تقع في مثلث واحد بين بيت السيد كاظم ودولاب الفلاة
(جزء
من الفلاة يعرق حاليا بزراعة موسى وآخر معروفاً باسم زراعة عبد الله
مكي)
والتلة التي عليها مسجد العين وكذلك دالية أولا بيت علي بن عبد الله
بن على
(المعروفون ببيت آمنه بتول)
-
عين الجبيلية
وتقع إلى الشمال الشرقي
من مطبخ معيوف حاليا وسميت بهذا الإسم لأنها تقع في منطقة
الجبيلية وتروي
منطقة
الرهيمي والفسلة الكبيرة ومديفع وغيرها من بساتين النخل التي تقع
إلى
الشمال من عالي.
-
عين بنت سنيد
وتقع إلى جوار دولاب أولاد الحاج حسن بن حسين بن أحمد
وتروي بعضاً من بساتين النخل شمال عالي
-
عين الرستان
وموقعها إلى الغرب من
شارع سلماباد وشمال شارع الشيخ زايد بالقرب من زراعة
الحاج كاظم العاقل
وقربها مسجد معروف بمسجد عين رستان وقد تم تعميره مؤخراً
-
عين بربغي
وموقعها بالقرب من مسجد بربغي إلى الشرق من شارع الشيخ
خليفه وهو بارز للعيان.
-
كوكب الجحلة وكوكب القصر والكوكب العود
وتقع
في مثلت واحد بالقرب من دولاب القصر ودولاب الجريش ملك أولاد أحمد بن
ناصر ودالية اللوزة إلى الغرب من المغيسل القديم، وتروي
منطقة القرية .
-
عين السنانير
وتقع في محل بيت الأستاذ على عبد الرسول حالياً (والد
حسين على عبد الرسول) وتروي بعضاً من بساتين النخل الواقعة في أبو لومي.
هذه
بعض من منابع الماء العذب في عالي وسنوافيكم بباقيها مستقبلاً مع بعض ما
يمكن أن نسميه تاريخاً لعالي الحبيبة
من
العيون:
-
عين العودة (عين الحمير) التي تسقس سلماباد صباحاً
وبساتين عالي مساء
-
العين الصغيرة (مجاورة للعين العودة)
-
عين بربغي
-
عين رستان
-
عين الجزاين
-
عين الجبيلية
-
عين المساكين
كما
كانت هناك عيون داخل البيوت مغطاة بـ(إحجامات) مثل: عين بيت العود، عين بيت
حج حبيب وغيرهما
ويوجد
الكواكب العذبة (الچواچب) منها:
-
ساب الكوكب
-
كوكب القصر
-
كوكب الحجر
-
كوكب العود
أنواع
الأراضي الزراعية:
-
الصرمة (تسقى بسيح الماء وجريانه(
-
الدالية (تسقى بطريقة الغرف أو الساقية (الثور أو الحمار(
أما عن
الدواليب فكانت:
-
دويليب
-
بستان الفلا
-
القصر الشرقي (تابع للبستان الغربي)
-
دولاب أحمد بن
ناصر
-
دولاب الحاج يوسف
-
دولاب الجريش
-
دولاب الحاج رضي
-
المنيضرة
-
المجزاني
-
زمزوم
-
القفول
-
دولاب الجبيلية
-
دولاب خشين
فريق
مسجد أمير محمد
:
قبل
البدء في القول لماذا سمي هذا الفريق بهذا الاسم وهل الأرض كانت ملك
لأحد
أم أنها مملوكة للدولة، دعني أتحدث قليلاً عن مسجد أمير محمد
من هو
الأمير محمد هذا؟
هو
المرحوم الشيخ محمد بن عميرة شقيق المرحوم الشيخ زيد بن عميرة المدفون
في
قرية المالكية ولقبا الاثنان بالأمير لكونهما أمرا على البحرين في زمن
خلافة
الإمامين العظيمين علي بن أبي طالب وابنه الحسن بن علي عليهما
السلام
وقد كانا رجلان فاضلان وفقيهان عظيمان، ويكفيهما فخراً أنهما كانا
واليان
من قبل السادة الأطهار على هذه البلاد.
من هنا
نعرف تسمية الفريق المعني في عالي بهذا الاسم نسبة لقربه من مسجد المرحوم
الشيح الأمير محمد بن عميرة.
أما عن
كيف تملك الذي بنوا منازلهم على هذه الأرض ولمن كانت ملكيتها سابقاً، فإليك
الجواب.
كانت
الأرض غير مملوكة لأحد غير الله سبحانه وتعالى وكما يطلق عليها
الأقدمون رحمهم الله "ارض رحمانية" نسبة إلى الرحمن الرحيم عز وجل، وقد
زرعها
جماعة من أهالي بوري مدة يسيرة ورأينا فيها الآثار الدالة على الزرع
ومنها
الجداول التي كانت تستعمل لري الزروع وما يعرف ب"السابات والأشراب"
وهي
الأحواض التي كانت تستخدم لزراعة المحاصيل مثل البرسيم والبقول وغيره،
لكنها
هجرت بعد ذلك، وبهذا الهجران تكون الأرض قد خرجت من ملكية من زرعوها
لأنها
لم تعد في حوزتهم، ولأن ارض البحرين ملك للإمام الشرعي لأنها ارض لم
يفتحها
المسلمون ولم يوجفوا عليها بخيل أو ركاب تبقى ملكيتها لأهلها
الأصليين، ومن هنا يصح قول الأقدمون هي أرض "رحمانية" كما اشرنا سابقاً.
أما
كيف صارت ملكيتها لم سكنوها الآن، فأنت تعرف يا ولدي إن كل أراضي
البحرين البور أي غير المستصلحة أو المملوكة ملكاً بيناً لأحد ملك للحاكم
أو
الأمير يهبها لمن يشاء ويمنعها عن من يشاء، ومن هذا الباب فق وهب حاكم
البحرين الراحل "ألشيخ سلمان بن حمد آل خليفة" هذه الأرض لولده "الشيخ
محمد
بن سلمان آل خليفة" كما وهبه غيرها من الأراضي مثل أراضي سوق واقف
وما
جاورها من أراضي تصل إلى مشارف قريتي الهملة والدمستان و:ان لم يكن
البحرين من أحد غير هذا حتى يملك كل هذه الأراضي.
قام
هذا الأخير، "الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة" بتخطيط هذه الأرض وباعها
قطعاً
على من رغب فيها واشتراها وكأنك يا ولدي تشتري ملكك من الذي استولى
عليه.
كم
النورة ولماذا سمي بهذا الاسم
:
قبل
الحديث عن سبب تسمية موضع النورة ب "كم النورة" دعونا نعرف أولا ما هي
النورة؟ النورة هي المادة المستخلصة من حرق الجارة اللينة واسمها العلمي
الجير،
وقد اشتهرت عالي بصناعتها كما اشتهرت بصناعة الفخار.
كانت
النورة تصنع من الحجارة اللينة حيث تحرق في فرن، يعرف محلياُ ب
"الدوغة"
ولا اعرف لها اصلاً إلا أني اعتقد إن اصل الكلمة فارسي أو تركي،
حيث أن
البحرين كانت تحت الحكم الفارسي مدة طويلة من الزمن زادت على أربعة
أو
خمسة قرون، وكان الأتراك يحكمون الساحل الشرقي من المملكة العربية
السعودية ـ القطيف والإحساء – وأنت تعرف العلاقة بين البحرين والقطيف
والإحساء، فقد تكون كلمة الدوغة جاءتنا من هناك.
إن هذا
الفرن يتألف من طابقين، يفصل بينهما سطح هو في الواقع سقف للطابق
الأول
وأرضية للطابق الثاني، وبه ثقوب يبلغ قطر الواحد منها ما يزيد على
القدم
الواحد وقد يصل إلى القدمين، وتعرف هذه الثقوب لذى صناع النورة ب
"السياسر"
و واحدها "سيسر" وفي ظني هي تحريف للكلمة الإنجليزية سلنسر
(Silencer)
أي
مدخنة.
تصف
الحجارة الكبيرة حول هذه الثقوب في الطابق الثاني على شكل مخروطي حتى
تصل
إلى حافة الفرن العليا ثم تملأ الفراغات بين هذه الأشكال المخروطية
بالحجارة الصغيرة وتسمى في لغة العاملين في هذه الصناعة ب "الحجارة
الولمية" وكلمة ولمية تعني الحجارة التي ليست كبيرة وليست صغيرة في نفس
الوقت.
بعد أن تملآ هذه الفراغات بهذه الحجارة الولمية يكون الطابق العلوي
من
الفرن قد امتلآ، وعندها تغطى الحجارة الكبيرة والصغيرة بحجارة اصغر
حجماً
وتعرف عندهم ب"الكنكري" وهي مأخوذة من الكلمة الإنجليزية
(Concrete)
وذلك
لمنع تسرب الحرارة من الفرن إلى الخارج بقد الإمكان.
أما
الطابق الأول أو الأرضي من الفرن فيستعمل لحرق الأخشاب أو سعف النخيل من
أجل توليد الحرارة اللازمة لحرق الحجارة.
عندما
تتم عملية الحرق التي قد تستغرق 8 إلى 12 ساعة تبعاً لاتجاه الريح
وشدتها
ويعرف العامل أن عملية الحرق قد اكتملت بمراقبة لون الدخان المنبعث
من
الفرن فإذا رأى لون الدخان قد تغير من أسود إلى الأبيض قال "دوغتنا
شدت"
وشدت تعني لهم نضجت.
بعد أن
تتم عملية الحرق (شد الدوغة) بست إلى ثمان ساعات، تبعاً لحرارة
الجو،
تستخرج الحجارة وترص في كومة ويرش عليها الماء بقدر محدد من الأواني
لا
يزيد على 40 ولا يقل عن 35 ، فتتفتت الحجارة المحروقة وتتحول إلى
مسحوق،
هذا المسحوق هو النورة أو الجير
بعد
هذا الموجز عن صناعة النورة بقي أن نعرف لماذا سمي المكان التي توضع فيه
النورة ب "كم النورة"
كما
اظن والله العالم كلمة "كم هذه مأخوذة من الكلمة الإنجليزية
(camp)
أي
معسكر
وقد جاء بها اهل عالي من شركة بابكو ويرادفها "هندي كم" أو ما يعرف
بكم
الهنود "وكولي كم" أي معسكر الهنود ومعسكر العمال، وعلى العموم إن
كلمة
كم النورة تعني مكان سحق النورة وتعبئتها في أكياس من الخيش أولا ثم
تحولت
إلى أكياس من الورق.
كان
هناك ثلاثة مواقع للعمل في النورة أي كمات وهي
-
الكم الشرقي ومكانه مفروشات عالي وما جاوره من دكاكين مثل
دكان قاسم حبيب وغيره
-
الكم الغربي وهو محاذ لورشة محمد عاشور حاليا.
-
الكم الشمالي وموقعه هو موقع مدرسة عالي الابتدائية
القديمة وكان
يستخدم حتى نهاية الخمسينات من القرن الماضي ثم بنيت محله المدرسة
(راجع
موضوع مدرسة عالي الابتدائية – ملك عبد العزيز منصور
العالي).
متى
دخلت خدمة تزويد المياه الى منازل القرية عن طريق
انابيب
الحكومة ؟ وكيف كان الاهالي يحصلون على احتياجاتهم
من
الماء قبل ذلك ؟
كانت
عالي كغيرها من قرى البحرين تأخذ حاجتها من الماء من العيون الطبيعية
والكواكب المنتشرة في القرية حيث كان هناك العديد من العيون والكواكب وقد
تحدثنا
عنها سابقاً وفي بداية الخمسينيان من القرن الماضي بدأت مصادر
الماء
من عيون وكواكب تجف ولم يبقى في القرية غير عينان كان يعتمد الناس
عليهما
في اخذ حاجتهم من الماء وهما عين الحمير وتعرف بالعين العودة وعين
النسوان وتعرف بالعين الصغيرة
وحتى
هاتين العينين لم يبقهما الدهر لأهل القرية فبدأت المياه تجف
منهما
حتى غارتا في أوائل الستينيات وبقي الناس يعتمدون على عيون الدواليب
يغسلون
ملابسهم وأوانيهم فيها أما مياه الشرب فكان الناس يجلبونها من خارج
القرية، حتى ادخلت الحكومة المياه إلى القرية في أنابيب وجعلت نقاطاً
موزعة
في أرجاء القرية كموارد للماء واتذكر منها على سبيل المثال:
-
مورد العين الصغيرة وهو تماماً عند دالية أولاد آمنه بتول
-
مورد الملاحة وهو تماما في الزاوية الغربية الشمالية من
بيت علي عبد الرسول حاليا المقابل لمنزل الحاج حسن الملاحة
-
مورد فريق شرق ويقع عند بيت الحاج إبراهيم الستراوي
-
مورد الجامع ويقع خلف الجامع القديم
-
مورد البيت العود ويقع مكان الخباز حالياً الموجود في
مأتم الحاج حسن العالي
-
موقع البر ويقع في مقابلة منزل حسن بن يوسف وأخيه محمد
يوسف خرشد ولم
تكن
في ذلك الوقت قد بنيت البيوت في هذه المنطقة إلا القليل منها
استمرت
هذه المواقع تزود الناس بالمياه وليتك كنت عشت في ذلك الوقت لترى
النزاعات والمشادات التي تقع يومياً بين نساء القرية كل يوم ولو شهدتها
لهربت
من عالي حيث أن الجو ملبد دائما وابدا بغيوم القلاقل ومسحون بالفوضى
والتوتر
استمر
الحال على هذا الحال حتى بداية السبعينيات حيث سارع الناس إلى مد
الأنابيب إلى بيوتهم حيث يشترك كل مجموعة في شراء الأنابيب وتمديدها
وإيصالها إلى منازلهم حيث يربطون هذه الشبكات التي يتضامنون في مدها بالخط
الرئيس
الوارد للقرية من جهة الرفاع لكن الماء كان شحيحا بسبب صعف الضخ
وكثرة
الإستنزاف.
في
العامين 1978 1979 بادرت الحكومة بمد الأنابيب إلى المنازل بشكل رسمي
وركبت
العدادات لتحسب الإستلهلاك لكن احتساب الإستهلاك لم يفعل إلا بعد
ذلك
بخمسة أعوام أو أكثر قليلاً.
مدرسة
عالي القديمة
:
تقع
مدرسة عالي القديمة في الجهة الجنوبية من بيت الحاج حسن المؤذن
"المعروف
ببيت الملاحة" ويفصل بينهما نهر صغير ( ساب العين) ويعرف
بالمشيبر وقد بناها المرحوم الحاج عبد العزيز بن منصور العالي، والد كل من
عبد
الرسول وعادل اطال الله اعمارهما،وهو أخ شقيق للوجيه الحاج أحمد بن
منصور
العالي وكان أول من ادخل ألات الحفر مثل الجرافات والغرافات إلى
البحرين بعد شركة نفط البحرين وكانت له مقاولات كبيرة لا يوزال يديرها
ابناؤه
عبد الرسول وعادل.
بنى
المرحوم عبد العزيز منصزر العالي هذه المدرسة واستأجرتها حكومة
البحرين وافتتحت فيها مدرسة عالي الإبتدائية للبنين عام 1951 وكانت بذلك
أول
مدرسة في قرية بعد الخميس وسترة والبديع وكانت أول ما افتتحت تحتوي
على
صفين دراسين الأول والثاني فقط وبها ثلاثة معلمون من بينهم مدير
المدرسة وهم المرحوم الأستاذ علي المدني وهو بجانب قيمامه بالتدريس كان
يدير
المدرسة وأما المدرسين الآخرين فهما المرحومين الأستاذ حسين نصر الله
والمرحوم عبدحميد عبد علي العليوات واستمرت مناراً للعلم حتى عام 1976 حين
بنت
دولة الكويت مشكورة مدرسة عالي الإبتدائية الإعدادية الحالية الواقعة
في
المجمع رقم 734. توسعت المدرسة وازداد عدد طلابها حتى تم افتتاح الصف
السادس
وذلك في عام 1956 وكان عدد الطلاب في هذا الصف لا يتعدى 11 طالباً.
كانت
المدرسة القديمة محج الطلاب الراغبين في تلقي العلم فكان يأتيها
الطلاب
متن سلماباد وبوري وحتى كرزكان والمالكية والكورة، ومن الطلاب
الذين
تخرجوا منها من غير عالي على سبيل المثال لا الحصر:
-
من كرزكان :
الأستاذ عبد الله مكي خلف، المرحوم عبد الله إبراهيم الفردان، أحمد
إبراهيم الفردان، الأستاذ محمد حبيب
-
من المالكية:
المرحوم سيد هاشم سيد عبد الله
-
من الكورة:
أحمد سلمان العريبي، عبد الله سلمان العربي، علي سلمان العريبي
والأستاذ حسين محمد العريبي
-
من بوري: الأستاذ عبد الرسول حسن (ابو ياسر) وهو أو من
امتهن التدريس
من
قرية بوري الحبيبة وغيره الكثير حيث كان عدد الطلاب الوافدين من بوري
كبيراً
-
من سلماباد:
الأستاذ عبد الله وهب (الملا) علي محسن الرضيع، وغيره كثير.
بعد أن
انتقلت المدرسة إلى مبناها الجديد تحولت المدرسة القديمة إلى سكن
للعمال
الهنود الذين كانوا يشتغلون في شركة الحاج عبد العزيز منصور العالي
وهذه
من مهازل الدهر حيث استبدلت طريقة الإستخدام فمن بعد كونها منارة
للعلم
ومصدر اشعاع للحضارة تحولت إلى خان يسكنه الأجانب تؤرق جيرانها وفي
هذا
دليل على عدم الوعي لدى الدولة والمالك على حد سواء فلو حول المبنى
إلى
متحف صغير صغير لأغننانا جميعاً عن تخزين المعلومات في الذاكرة ولبقيت
تقول
للناس والأجيال الجديدة القادمة "ها أنذا اشهد التاريخ على أنني أول
من بث
العلم في ربوع عالي,
عمارة عتبة
تقع النخل المساماة عمارة عتبة أو
عماير عتبة في الجهة الشمالية من قرية عالي، وهي بالتحديد في الجنوب
الشرقي من النخيل المعروفة بالمحاريق (ملك أولادالأصمخ) وإلى الشمال
الشرقي من عين رستان، وإلي الشمال الشرقي من حوطة السيد حسن بن السيد علي
وهي بالتحديد محادية لزراعة الأخ مكي محمد كاظم العاقل، و
بقطعها الآن
شارع
سلماباد الموصل بين شارع الشيخ زايد وشارع الشيخ عيسى.
كانت هذه النخل تروى من كوكب يدعى "كوكب القصر" ويقع هذا الكوكب في الجهة
الشرقية من دولاب الحاج علي بن الحاج أحمد بن الحاج عباس رحمه
الله وكانت
لاشك مملوكة لأحد عوائل القرية غير أن يداً آثمة امتدت إليها واغتصبتها
كغيرها من الأملاك التي اغتصبت من أهلها عنوة أيام المحنة التي كانت
البحرين تعيشها بعد مجيى آل خليفة إليها عام 1773، وانتهت ملكيتها إلى
الشيخ صباح بن حمود آل خليفة، جد الشيخ حسن بن سلمان بن حمود
بن صباح مدير
إدارة التمليك والقروض بوزارة الإسكان سابقاً، ولا أعرف كيف آلت إليه
ملكيتها، هل اشتراها من احد أم أنه هو الذي وضع يده عليها فالله العالم.
أما سئوالك عن هل النخل باقية إلى الآن أم لا فاعلم يا بني إن كل نخل عالي
أو ما يعرف محلياً بسيحة عالي قد آل أمرها إلى الهلاك بعد جفاف
الماء وكما
قال المظلوم كانت عالي جنة من النخيل فهذا صحيح. أي نعم كانت عالي جنة
وارفة الظلال من النخيل ولكن الزمان ذو غير فتحولت تلك الجنة إلى صحاري.
إن
من عاش في عالي قبل خمسين عاما لاشك أنه شاهد بساتين النخيل تمتد في كل
هذه الرقعة الواقعة المثلثة الواقعة بين عالي وسلماباد وبوري
وسار وكنت
عالي من
أشهر منتجي و مصدري التمور بل أكثرها كمية من ناحية الإنتاج
واجودها نوعاً.
رحم الله ذلك الزمان وحم الله من غرسوا تلك البساتين ورحم الله والدينا
ووالديكم حيث أثرت في النفس كوامن لها من الذكريات ما لا ينسى.
|